في شهر تشرين الثّاني 2014، أطلق وزير المواصلات الإسرائيليّ خطوط حافلات مُنفصلة للفلسطينيّين. لدى شركة الحافلات الإسرائيليّة التي تشغّل هذه الخطوط، أفيكيم، سياسة فصل عنصري رسميّة وهي تسهّل وتعزّز ممارسة هذه السّياسة في الأراضي الفلسطينيّة.
منذ الشّهر المُنصرِم، أصبح من غير القانوني أن يستقلّ العمّال الفلسطينيّون الحافلات الإسرائيليّة التي تسافر عبر الضّفّة الغربيّة المحتلّة باتّجاه مستوطنة أريئيل. عوضًا عن ذلك، أصبح عليهم أن يترجّلوا عند حاجز "إيال"، على بعد أميال من بيوتهم، ليستمرّوا في ما بعد إلى أماكن أعمالهم على متن خطوط حافلات مُنفصلة. أمّا في رحلات الإياب، فعليهم تدبّر أمورهم بهدف الوصول إلى منازلهم. في شهر تشرين الثّاني 2014، أطلق وزير المواصلات الإسرائيليّ خطوط حافلات مُنفصلة للفلسطينيّين. لدى شركة الحافلات الإسرائيليّة التي تشغّل هذه الخطوط، أفيكيم، سياسة فصل عنصري رسميّة وهي تسهّل وتعزّز ممارسة هذه السّياسة في الأراضي الفلسطينيّة.
قبل شهر، اتّخذ موشيه يعالون، وزير الدّفاع الإسرائيليّ، قرارًا رسميًّا بعزل الفلسطينيّين عن المواصلات العامّة في طريق عودتهم إلى منازلهم في الضّفّة الغربيّة. أصبح على العمّال الفلسطينيّين أن يترجّلوا في حاجز "إيال"، وأصبحوا يُمنَعون من استقلال الحافلات الإسرائيليّة التي تجوب الضّفة الغربيّة.
عمومًا، تربح شركات الحافلات، مثل "سوبر بوس"، و"إيجِد"، و"دان للمواصلات العامّة" و"فيوليا"، بشكل مباشر من الاحتلال بواسطة توفير خدماتها للموستطنات.
أفيكيم
توفّر شركة أفيكيم خدمات المواصلات العامّة لمستوطنات الضّفة الغربيّة. في العام 2009، اقتنت الشّركة جميع خطوط شركة دان للمواصلات العامّة التي تسافر إلى مستوطنات مثل أريئيل، معاليه أدوميم، كارنيي هاشومرون والمنطقة الصّناعيّة باركان.
لدى الشّركة سياسة فصل عنصري رسميّة منذ 3 سنوات، وقد اتّخذت في الآونة الأخيرة خطوات إضافيّة لتطبيق هذه السّياسة على أرض الواقع.
أُسّس خط 86 ليخدم المستوطنين بواسطة الرّبط بين مستوطنة أريئيل ومدينة بيتاح تيكفا الإسرائيليّة، إلّا أنّ العمّال الفلسطينيّين أخذوا يستعملونه هم أيضًا للوصول إلى أماكن عملهم في منطقة تل أبيب، أي داخل الخطّ الأخضر. مع ذلك، واستجابة لحملة أطلقتها "لجنة المستوطنين في السّامرة" والتي دعت إلى تطبيق الفصل العنصري، أطلقت الشّركة خطًّا جديدًا ذا سعر أرخص لخدمة العمّال الفلسطينيّين بشكل حصري، لتغريهم بذلك بقبول سياسة الفصل. في شهر آذار من العام 2014، أُطلقت خطوطًا جديدة تربط المستوطنات المُحيطة بمدينة قلقيلية، في الضّفة الغربيّة، بمدينتي تل أبيب وبيتاح تيكفا.
هذه السّياسة تتّفق مع وجهة نظر المدير التّنفيذي لشركة أفيكيم، بين حور أحفات. ففي العام 2013، صرّح أحفات بشكل علنيّ بأنّ "الفلسطينيّين يسهّلون حياتهم عندما يسافرون معنا عبر 'الطّريق السّريع العابرة للسّامرة'، وهي طريق معدّة للإسرائيليّين فقط"، مضيفًا أنّ "لكلّ سائق حافلة سلطة الظّن في أيّ فلسطينيّ وله الحقّ في استدعاء الشّرطة". كذلك، شرح أحفات عن النّظام القضائي القائم في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، والذي يسمح لشركته بممارسة هذه السّياسة: "في يهوذا والسّامرة، يختلف الأمر، نظرًا لكون الفلسطينيّين ممنوعين من دخول التجمّعات السّكانيّة الإسرائيليّة دون تصريح من ضابط أمني ودون مرافقة شخص مسلّح".
شركات أخرى
إيجِد: تشغّل إيجِد خطوط حافلات خاصّة وخطوط مواصلات عامّة إلى جميع المستوطنات تقريبًا، ومن بينها البؤر الاستيطانيّة النّائية. لدى الشّركة أسطول يشمل 45 حافلة مُصفّحة، صُمّمت وصُنّعت خصّيصًا من قبل شركة مركافيم، تخدم بواسطتها المستوطنات في المجالس الإقليميّة في "السّامرة"، و"غوش عتصيون"، و"ماطيه بنيامين"، و"هار حفرون".
في العام 2014، اقتنت شركة إيجِد 152 حافلة خضعت للتقييم الأوروبّي للمركبات [مرتبة "يورو 6" من ناحية تدريج المواد المُنبعثة منها]. هذه الحافلات أتت من المصانع التّالية: 97 حافلة للتنقّل بين المدن من نوع مرسيدِس OC500، 15 حافلة من نوع مان NG363، و 40 حافلة من نوع سكانيا.
في شهر تمّوز من العام 2014، أطلقت شركة إيجِد ستّة خطوط حافلات جديدة من وإلى مستوطنات إسرائيليّة في الضّفة الغربيّة. ينطلق خطّان من هذه الخطوط من مستوطنة "نيفيه دانيئيل"، ويعبران الخطّ الأخضر للوصول إلى بيت شيميش ومستوطنة "كفار عتصيون"، ويربط خطّ ثالث بين القدس ومستوطنة "نوكديم" في "غوش عتصيون". بالإضافة إلى ذلك، أطلقت إيجِد خطَّين لساعات اللّيل يربطان بين مستوطنتي "عوفرا" و"كفار عتصيون" وبين مدينة القدس. أمّا الخطّ الأخير، فيربط بين مدينة تل أبيب ومدينة موديعين ويمرّ عبر عدد من المستوطنات في منطقة "السّامرة" في طريقه.
فيوليا: مع أنّ خطوط المواصلات التّي كانت تابعة لهذه الشّركة أصبحت ملك شركة أفيكيم الآن، لا تزال شركة فيوليا متورّطة في مشروع القطار الخفيف، وذلك بواسطة أسهمها في "سيايباس" و"كونيكس جروزالِم".
سوبربوس: هذه شركة أخرى توفّر خدمات مواصلات يوميّة إلى المستوطنات في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة.
لكونها تقدّم إحدى أهمّ الخدمات للمستوطنات، فإنّ شركات الباصات لا تقوم فقط بدعم المواصلات في الضّفة الغربيّة المُحتلّة، بل تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من الضّم الفعلي الذي تمارسه إسرائيل للمزيد من الأراضي الفلسطينيّة، وهو ضمّ مُحرّم بموجب القانون الدّولي الإنساني.